قيل أن أبا حامد الغزالي لما أحس بدنو أجله قال لبعض أصحابه:
ائتني بثوب جديد، فقال له صاحبه: ما تريد به؟ فقال أبو حامد:سألقى به الملك.فجاءوه
بالثوب فطلع به إلى بيته، و أبطأ على أصحابه ولم يعد. فذهب إليه أصحابه يستطلعون
نبأه فإذا هو ميت و عند رأسه ورقة كتبت فيها هذه الأبيات:
قل لإخوان رأوني ميّتا فرثوني،وبكوا لي حزنا
أتظنوني بأني ميتكم ليس[1] هذا
الميت و الله أنا
أنا في الصور[2] و هذا جسدي كان بيتي و قميصي زمنا
أنا عصفور و هذا قفصي
طرت عنه و بقي مرتهنا
أنا در قد حواه صدف
لامتحاني فنفيت المحنا[3]
أحمد الله الذي خلصني
و بنى لي في المعالي سكنا
كنت قبل اليوم أناجي ملأ فحييت،وخلعت الكفنا
و أنا اليوم أناجي ملأ و أرى الله جهارا علنا[4]
قد ترحلت وخلفتوكومو لست أرضى داركم لي و طنا[5]
لاتظنوا الموت موتا انه كحياة وهو غايات المنى
لاترعكم هجمة الموت فما هي إلا نقلة من هاهنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق