بسم الله الرّحمن الرّحيم و الحمد لله رب العالمين و
الصلاة و السلام على أشرف المرسلين أما بعد:
من أسوأ الصفات التي يمكن أن يكتسبها الإنسان في
نظري هي الأنانية،هذه الصفة الذّميمة التي تجعل الإنسان يعيش حياة عادية جدا و في
أفق ضيّق و في حيّز مغلق لا يتجاوز نفسه و ملذاتها.فهذا النوع من الناس إن فكّر في
الحصول على المال فمن اجله وحده،من اجل أن يشتري ما يريد و يأكل ما يريد و يصرفه
في ملذاته.وان فكر في الحصول على سيارة مثلا فمن أجل نفسه أيضا،لكي يفاخر بها
النّاس أو على الأقل ليستخدمها لأغراضه الشخصية فقط.
و لعل
هذه الصفة الذميمة و هذا المرض الخطير الذي لم يكن موجودا أو قليل الوجود في أسلافنا و أجدادنا الذين
كانوا يتميّزون بحب الخير لبعضهم البعض و التعاون و الإيثار،هو نتاج المادية المقيتة التي
نعيشها في القرن الواحد و العشرين،فقد أصبح ايقاع الحياة سريعا،والكماليات تملأ
الأسواق فزادت بذالك مصاريف الناس يشكل كبير في أشياء معظمها لا حاجة للإنسان
إليها.ولذلك أصبح الناس يكدحون من اجل الحصول على المال الذي سيحصلون به على هذه
الكماليات التي يظنون أن فيها سعادتهم.
وحرّي بالإنسان أن يراقب
نفسه و يداويها من هذه الصفة الذميمة قبل أن تستحكم فيه و تجعله عبدا لذاته، ومن
بعض الأمور التي قد تساعد الإنسان على التخلص من هذه الرّذيلة أن لا يحصر تفكيره
في نفسه فقط،و أن يفكر قليلا في الناس الضعفاء و الفقراء و اليتامى و
المحتاجين،كما يمكن للإنسان أن يتخذ قرارا شجاعا بان يخصص جزءا و لو يسيرا من
راتبه الشهري للصدقة على الفقراء مهما كان يسيرا و يداوم عليه لأن أحب الأعمال إلى
الله ادومها و ان قلّ.ومن بين الأمور المساعدة ايضا الانخراط في الجمعيات التي
تنشط في ميدان من ميادين الخير،الى غير ذلك من الأمور.
و في الختام اسأل الله سبحانه
و تعالى أن يطهرنا من الصفات الذمية و يزكي أنفسنا فهو خير من يزكيها و هو القادر
على كل شيء و الحمد لله رب العالمين.
0 التعليقات:
إرسال تعليق