1.
لما
تلمحت تدبير الصانع في سوق رزقي بتسخير السحاب وإنزال المطر برفق والبذر دفين تحت الأرض
كالموتى قد عفن ينتظر نفخة من صور الحياة فإذا أصابته اهتز خضرا ، وإذا انقطع عنه الماء
مد يد الطلب يستعطي وأمال رأسه خاضعا ولبس حلل التغير ، فهو محتاج إلى ما أنا محتاج
إليه من حرارة الشمس وبرودة الماء ولطف النسيم وتربية الأرض ، فسبحان من أراني كيف
تربيتي في الأصل. فيا أيتها النفس التي قد اطلعت على بعض حكمه قبيح بك والله الإقبال
على غيره ، ثم العجب كيف تقبلين على فقير مثلك ، يناديني لسان حاله [ بي مثل ما بك
] ، فارجعي إلى الأصل الأول واطلبي من المسبب ، ويا طوبى لك إن عرفتيه ، فإن عرفانه
ملك الدنيا والآخرة .
2.
الواجب
على العاقل أن يحذر مغبة المعاصي فإن نارها تحت الرماد. وربما تأخرت العقوبة ثم فاجأت
، وربما جاءت مستعجلة فليبادر بإطفاء ما أوقد من نيران الذنوب ولا ماء يطفئ تلك النار
إلا ما كان من عين العين لعل خصم الجزاء يرضى قبل أن يبت الحاكم في حكمه.
3.
النية
الصالحة والهمة العالية نفس تضيء وهمة تتوقد.
4.
سبحان
الله ؛ في النفس كبر إبليس ، وحسد قابيل ، وعتو عاد ، وطغيان ثمود ، وجرأة نمرود ،
واستطالة فرعون ، وبغي قارون ، وقحة هامان . ..
5.
كل
ما كان في القرآن من مدح للعبد فهو من ثمرة العلم ، وكل ما كان فيه من ذم فهو من ثمرة
الجهل ولو لم يكن في العلم إلا القرب من رب العالمين والالتحاق بعالم الملائكة لكفى
به شرفاً وفضلاً، فكيف وعزّ الدنيا والآخرة منوط به مشروط بحصوله .
6.
من
هداية الحمار -الذي هو ابلد الحيوانات - أن الرجل يسير به ويأتي به الى منزله من البعد
في ليلة مظلمة فيعرف المنزل فإذا خلى جاء اليه ، ويفرق بين الصوت الذي يستوقف به والصوت
الذي يحث به على السير فمن لم يعرف الطريق الى منزله - وهو الجنـــة - فهو أبلد من
الحمار
7.
نور
العقل يضيء في ليل الهوى فتلوح جادة الصواب .. فيتلمح البصير في ذلك عواقب الامور
8.
الدنيـا
مجــــاز والآخرة وطـــن والاوطار-أي الاماني والرغبات -انما تُطلب في الاوطان
0 التعليقات:
إرسال تعليق